08 نوفمبر تعزية
تعزي عمادة كلية القانون والهيئة التدريسية الرسول الاعظم وآله الاطهار والامة الاسلامية بذكرى شهادة الامام الحسن بن علي أبن أبي طالب عليهما السلام…
أعظم الله تعالى لنا ولكم الأجر بمصاب الامام السبط المجتبى (عليه السلام) ونسأله تعالى أن يرزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة..
نبذة مختصرة عن الإمام الحسن (عليه السلام)..
هو الامام الحسن بن علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة الزهراء بنت محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) وهو سبط رسول الله وثاني خلفائه والإمام على الناس بعد أبيه أمير المؤمنين..
ولد (عليه السلام) في المدينة المنورة يوم الثلاثاء، منتصف شهر رمضان في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة، وتوفي شهيداً بالسم يوم الخميس السابع من صفر سنة تسع وأربعين، قام بتجهيزه أخوه الإمام الحسين (عليه السلام)، ودفن في البقيع في المدينة المنورة، حيث مضجعه الآن..
وكان أعبد الناس في زمانه، وأعلمهم، وأفضلهم وكان أشبه الناس بالنبي، وكان أكرم أهل البيت في زمانه، وأحلم الناس..
فكان من كرمه: أنْ قدمت له جارية من جواريه طاقة ريحان، فقال لها: أنت حرة لوجه الله، ثم قال: هكذا أدبنا الله تعالى : ((وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها))..
فضائله:
أخرج الشيخان عن البراء، قال: رأيت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والحسن على عاتقه، وهو يقول: اللهم إني أحبّه فأحبّه..
مآثره:
كان سيداً كريماً حليماً زاهداً ذا سكينة ووقار وحشمة، جواداً ممدوحاً، وسيأتي بسط شيء من ذلك..
أخرج أبو نعيم في الحلية أنه قال: إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمشِ إلى بيته، فمشى خمس وعشرين حجة..
وأخرج الحاكم عن عبد الله بن عمر قال: لقد حج الحسن خمساً وعشرين حجة ماشياً، وإن النجائب لتقاد بين يديه..
وأخرج أبو نعيم أنه خرج من ماله مرتين وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات حتى أنه كان ليعطي نعلاً ويمسك نعلاً ويعطي خفاً ويمسك خفاً..
وسمع رجلاً يسأل ربه عزّ وجل عشرة آلاف درهم فبعث بها إليه..
عبادته:
تحدّث الإمام زين العابدين عليه السلام – فيما روي عنه – عن بعض المزايا العباديّة للإمام المجتبى عليه السلام، فمما ورد: “كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: حقّ على كلّ مَن وقف بين يدي ربّ العالمين أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله” وأكمل الإمام السجّاد عليه السلام حديثه حول تفاعل السبط المجتبى عليه السلام مع القرآن الكريم بقوله: “كان لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجلّ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ إلاّ قال: “أللهمّ لبيك”.
وروى الشيخ الصدوق رحمه الله عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: “قال أبي عن أبيه، كان الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر البعث بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه، وكان إذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم (مَن لذعته الحيّة أو العقرب) وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار”.
خلقه:
كما عُرف عليه السلام بحلمه الكبير الذي كان كفيلاً بتغيير بعض مَن عاداه، كما في قصّة ذلك الشامي الذي رأى الإمام المجتبى عليه السلام راكباً فجعل يلعنه والإمام الحسن عليه السلام لا يردّ، فلما فرغ أقبل الإمام عليه السلام فسلّم عليه وضحك وقال عليه السلام له: “أيّها الشيخ أظنك غريباً، ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك. فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعاً رحباً، وجاهاً عريضاً، ومالاً كثيراً”، فلمّا سمع الرجل كلامه بكى، ثمّ قال: “أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، والله أعلم حيث يضع رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ”.
حبّ الناس للإمام عليه السلام:
إذا مرّ تعلّقت قلوب الناس بالإمام الزكي عليه السلام الذي كان – كما وصفه واصل بن عطاء – عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك وكما وصفه غيره: لم يكن أحد أشبه برسول الله منه خَلقاً وخُلقاً ومن مظاهر حبّ الناس للإمام الحسن عليه السلام ما ذكر ابن كثير أنّه كان يبسط له في داره فإذا خرج انقطع الطريق فما يمرّ أحد من خلفه إجلالاً له. ومن مظاهر حبّهم له أنّه نزل ذات مرّة في طريق الحج عن دابة فنزل كلّ الحجاج عن دوابّهم إجلالاً له.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطاهرين..
Sorry, the comment form is closed at this time.